دراسة و تحليل نص : الغريزة أقوى من الوعي . لنيتشه .
* موضوع النص : يتحدث النص عن علاقة الوعي بالغريزة ، و الوهم و الأخطاء .
* إشكاليته : يمكن صياغتها انطلاقا من الأسئلة التالية :
- ما و ظيفة الوعي ؟ و لماذا يتعارض مع الغريزة ؟ ثم ، هل يقوم الوعي على الوهم و الأخطاء أم على الحقيقة ؟
* أطروحته : يبين ، نيتشه ، أن الوعي لم يعمل إلا على إقصاء الحياة و التغير و تهميشهما ، و ذلك بترسيخ دونية الغريزة .
فكيف بين ذلك ؟
هذا ما سنحاول توضيحه من خلال :
* البنية المفاهيمية :
يوضح ، نيتشه ، أن الوعي ، باعتباره ، سيرورة من العمليات العقلية التي تسمح للإنسان بفهم العالم و نفسه ، و الذي يتوج بارتقائه إلى مستوى الإدراك العقلي المجرد ، لا يشكل إلا المرحلة الأخيرة من تطور الكائن العضوي ، بينما أساس هذا الكائن هو
الغريزة ، و التي تعني أحد أشكال النشاط النفسي و نوعا من السلوك ... إنها نوع من السلوك الفطري لدى أنواع من الحيوانات ،
كما أنها تعتبر إحدى سمات الإنسان . ( في هذا المستوى ، يمكن الإشارة إلى بعض أنواع الغرائز المشتركة بين الإنسان و الحيوان ، و التي ترفع اللبس و الغرابة عن القولة المأثورة : الإنسان حيوان ناطق ، أو سياسي أو اجتماعي .
كما يتجلى دور الغريزة ، و من خلال النص ، في حفاظها و محافظتها على استمرارية النوع ، سواء كان إنسانيا أم حيوانيا .
كما يبين ، أن الوعي ليس إلا تشبتا بمجموعة من الأخطاء و الأوهام ، التي راكمتها البشرية عبر تطورها ، فاعتبرت التغير عاملا سلبيا ، يجب الحذرمنه ، كل ذلك انطلاقا من الوعي النابع من العقل ، و الذي يتعارض أساسا مع الإحساس و التجربة الجسدية .
و يمكن أن نرجع إلى نص آخر لنيتشه يوضح فيه المعنى أكثر ، يقول :
" أريد أن أكتشف لمحتقري الجسد حقيقة موقفهم : إني لا أطلب منهم أن يتخلوا عن سبل تعليمهم و لا عن مذهبهم ، بل أن يودعوا أجسادهم الخاصة فيصبحون بذلك بكما . ... إن الجسد لهو عقل عظيم و كثرة ذات اتجاه واحد ,,, "
أما فيما يتعلق يالأوهام و الأخطاء ، فيكفي التذكير بما سبق و أن تعرف عليه التلاميذ في الجدع من انتقال الإنسان من حالة الطبيعة إلى حالة الثقافة ، و كيف أن النظام و الاستقرار - و بواسطة الوعي – يطمسان اللانظام و الفوضى.
*البنية الحجاجية :
لقد اعتمد نيتشه على آليات حجاجية لتوضيح أطروحته ، تمثلت في نقد الفلسفة الكلاسيكية للوعي و للغريزة ، كما وظف الشرط
بهدف إتباث فكرته ، من خلال قوله : " لو لم تكن الغرائز ، بكونها حافظة و محافظة ، ... لهلكت البشرية من زمان ... "
و كذلك التحقيق مع التوكيد : " لقد كانت نتيجة هذا التقدير الزائد البليد ... " بالإضافة إلى الاستعارة