Nourdinne:stito Admin
عدد الرسائل : 726 العمر : 32 Localisation : Errachidia تاريخ التسجيل : 22/06/2007
| موضوع: التميز بين الطبيعة و الثقافة السبت 8 سبتمبر 2007 - 2:42 | |
| التميز بين الطبيعة و الثقافة
I مفهوم الطبيعة:
- جاء في قاموس روبير Robert ما يلي : " الطبيعة هي مجموعة الخصائص التي تحدد كائنا، أو شيئا، ملموسا أو مجردا. هي كل ما يوجد على الأرض، خارج الإنسان. و هي أيضا ما هو فطري في الإنسان يمتلكه منذ ولادته. و ما هو خالص، غير صناعي أو مصنع ". - و جاء في المعجم الفلسفي لجميل صليبا مايلي : " الطبيعة هي مجموع ما في الأرض و السماء، من كائنات خاضعة لنظم مختلفة، و هي بهذا المعنى مرادفة للكون". - و جاء في المعجم الفلسفي لأندري لالاند ما يلي: " الطبيعة سمات خاصة تميز فردا ما، من حيث هي خصائص فطرية". - و جاء فيه أيضا : " الطبيعة هي ما يوجد فينا بحكم الإرث البيولوجي".
استنتاجات: - يمكن أن نستخرج من الأقوال السابقة مجموعة من التحديدات للطبيعة: أ- الطبيعة هي الخصائص الثابتة التي تميز كائنا أو شيئا ما بحيث لا يمكن تصوره بدونها، كالاحتراق بالنسبة للنار أو المكر بالنسبة للثعلب. ب- الطبيعة هي مجموعة الأشياء الخارجية التي لم يتدخل الإنسان في صنعها كالأشجار و الجبال مثلا. ج- الطبيعة هي مجموعة الخصائص الفطرية و الغريزية التي تولد مع الإنسان و المشتركة بين جميع الناس، كالأكل و النوم. و بهذا المعنى فالطبيعة هي عكس ما هو مكتسب و ثقافي. د- و تعني الطبيعة أيضا ما هو خالص و غير مصنع، كالعسل الذي لم يضف إليه الإنسان موادا جديدة. ه- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لجميل صليبا، بأن الطبيعة تعني مجموع القوانين التي تخضع لها الأشياء الموجودة في الكون. و- يمكن أن نستنتج من التعريف الوارد في المعجم الفلسفي لأندري لالاند، بأن الطبيعة تشير إلى ما هو فطري و موروث و بيولوجي، بخلاف ما هو مكتسب و ثقافي.
-II مفهوم الثقافة: - جاء في معجم اللغة الفرنسية ما يلي : " الثقافة هي مجموعة من المعارف، و أنماط العيش، و التقاليد الاجتماعية". - و جاء في قاموس Robert ما يلي : " الثقافة هي تنمية بعض ملكات العقل بتمرينات ذهنية. و تدل أيضا على معارف مكتسبة، علمية أو فلسفية أو عامة. و هي كذلك مجموع المظاهر الفكرية لحضارة معينة، و للحياة في مجتمع. و تقابل الطبيعة". - و يقول تايلور: "الثقافة كل مركب يشتمل على المعرفة، و المعتقدات، و الفنون، و الأخلاق، و القانون، و العرف، و غير ذلك من المقدرات و العادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في مجتمع".
استنتاجات:
التعريف الأول
التعريف الثاني
التعريف الثالث
- المعارف : الدين – الفلسفة – العلم - أنماط العيش: العادات و التقاليد - التقاليد الاجتماعية – الأفراح - الأعياد
- التمرينات العقلية - المعارف المكتسبة : علمية – فلسفية - الحضارة
- المعرفة - المعتقدات - الفنون : المسرح السينما... - الأخلاق - القانون - الأعراف - العادات - كل ما هو مكتسب
تشير الثقافة إلى ما هومكتسب من معارف، و معتقدات اجتماعية، و أنماط عيش مختلفة. و تختلف الثقافة من مجتمع لآخر. و لذلك فهي ترادف أحيانا مفهوم الحضارة. فكيف يمكن إذا التميز بين ما هو طبيعي و ما هو مكتسب؟
تحليل نص ر.ل.بيلز، ص 73-74:
I - فهم النص 1- نشأة مصطلح الثقافة من أجل التميز بين الإنسان و الحيوان؛ فقد جاء في النص أن معظم الحيوانات بما فيها القردة العليا تتبع نفس أنماط السلوك، في حين أن الإنسان العاقل يتميز بتنوع أنماط السلوك سواء من إنسان لآخر أو من مجتمع لآخر. 2- يؤكد تحديد و تنوع السلوك الإنساني على حرية الإنسان و قدرته على التصرف؛ ذلك أن عادات الطعام مثلا تختلف بشكل لانهائي من مجتمع لآخر. 3- إن السلوك الإنساني تتدخل في تحديده عدة عوامل : - عوامل بيولوجية وراثية. - عوامل طبيعية ترجع إلى المناخ و التضاريس. - عوامل ثقافية تعود إلى ما هو سائد في المحيط الاجتماعي؛ من عادات و تقاليد و مؤسسات، و أنماط في العيش و التنشئة الاجتماعية. 4- ما يمكن فهمه من الجملة، هو أن الثقافة تشير إلى كل ما يكتسبه الإنسان و يتعلمه من أفكار و سلوكات مختلفة. و بهذا المعنى فهي تأتي في مقابل ما هو فطري بيولوجي ووراثي يوجد مع الإنسان منذ الولادة.
خلاصة لفهم النص : - نميز في الإنسان بين جانبين رئيسين أحدهما فطري طبيعي، و هو الذي يشترك فيه الإنسان مع الحيوان، و الآخر مكتسب و ثقافي، و هو الذي يميز الإنسان عن غيره من الكائنات. و يرجع هذا التمييز إلى انفراد الإنسان بميزة العقل، الذي مكنه من تطوير أنماط عيشه و سلوكا ته، و ابتكار عدة تقنيات، و إنتاج معارف و علوم وفنون. و هذا التنوع هو مظهر من مظاهر الثقافة لدى الإنسان.
II - الإطار المفاهيمي: 1-
خصائص سلوك الإنسان
خصائص سلوك الحيوان
- تنوع السلوكات - إبداع سلوكات - التوالد+التنفس - الهروب -الضرورة البيولوجية
- سلوكات نمطية ثابتة - البحث عن الغداء -التوالد + التنفس -الهروب -الضرورة البيولوجية
نستنتج من الجدول أن هناك خصائص مشتركة بين الإنسان و الحيوان، و هي الخصائص الطبيعية، بينما هناك خصائص ينفرد بها الإنسان، و هي الخصائص الثقافية. هكذا يمكن القول أن كل ما هو مشترك بين الإنسان و الحيوان فهو طبيعي، و كل مل يتميز به الإنسان عن الحيوان فهو ثقافي.
2- عند ولادة الإنسان و الحيوان نجد تفاوتا في قدرات و قوى جسمية، إلا أنه مع ذلك فالإنسان يتفوق على الحيوان من الناحية العقلية و الثقافية. و هو الأمر الذي يجعله يطور حياته و نمط عيشه، بينما يظل نمط عيش الحيوان ثابتا. 3- يعرف النص الثقافة بأنها مجموعة معتقدات و سلوكات منقولة من جيل لآخر. و يتم ذلك عن طريق ما يتعلمه الإنسان من المحيط الاجتماعي، و ما يلقن له من قبل الآخرين. كما أن الجانب الأكبر من هذا التعلم يتم عن طريق تقليد الطفل للكبار.
- الأنثروبولوجيا = هي العلم الذي يهتم بدراسة ثقافة المجتمعات البدائية
خلاصة الإطار المفاهيمي :
- يشير مفهوم الثقافة إلى مستويين رئيسين : مستوى الابتكارات و الإنتاجات المادية للإنسان، مثل : اللباس- أواني الطبخ-العمران-وسائل النقل-الأجهزة الإلكترونية...
ومستوى الإبداعات الروحية و العقلية، مثل : العلم – الفن-الأسطورة... أما الطبيعة فتتجلى في ما هو وراثي بيولوجي و مشترك بين الإنسان و الحيوان.
III - الإطار الحجاجي:
- اعتمد صاحب النص على أسلوبين حجاجيين رئيسيين من أجل توضيح أفكاره و الدفاع عنها هما:
- أسلوب المقارنة؛ و يتجلى في المقارنة بين الإنسان من جهة، و الحيوان من جهة أخرى.
و الغرض من ذلك هو تبيان تنوع السلوك الإنساني و ثبات السلوك الحيواني.
- أسلوب المثال؛ و يتجلى في ذكر النص لجماعات بشرية، و هي الإسكيمو، الباجندا و شعوب غرب إفريقيا. و الغرض من ذلك هو إبراز التنوع الثقافي و اختلاف السلوك من شعب لآخر.
مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة: تحليل نص كلود ليفي ستراوس:
- هو مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر، قام بتحليل الثقافات القديمة غير الغربية. درس الأساطير و النظم الثقافية و قارن فيما بينها. من أهم مؤلفاته : " الأنثروبولوجيا البنيوية" و"البنى الأولية للقرابة".
- فهم النص :
- تتمحور الفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة و الثقافة، ذلك أن الإنتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل، و كل الطرق قد خيبت الآمال بشكل كبير في الحسم فيه.
- لقد جعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام أساسين اعتمد عليهما للتمييز بين الطبيعة و الثقافة، حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة، كما أنه من السهل معرفة أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة.
- يمكن القول بأن القاعدة تتميز في النص بثلاث خصائص:
- الانفلات مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخلاقية.
- النسبية: ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع و تغيب في مجتمعات أخرى.
- الخصوصية: إنها ترتبط بالعادات و التقاليد، و القوانين و المؤسسات الخاصة بمجتمع معين.
- ما يمكن فهمه من هذه الجملة، هو صعوبة الحسم في تفسير خوف الطفل إما طبيعيا أو ثقافيا، ذلك أن هناك تدخل بينهما في تفسير مثل هذه الأفعال .
خلاصة فهم النص : - يطرح مشكل التميز بين الطبيعة و الثقافة عدة صعوبات نظرا للتداخل الموجود بينهما على مستوى السلوك البشري. لكن ستراوس اقترح معيار القاعدة و ما هو عام و كوني من اجل التميز بينهما.
II - الإطار المفاهيمي للنص :
- يقدم النص مفهوم الطبيعة و الثقافة باعتبارهما متداخلين، لأننا نجدهما يحضران معا في السلوك البشري.فالخوف و التنفس و الأكل و الشرب و النوم هي كلها خصائص طبيعة، لكن طرق إنجازها تختلف حسب ثقافة كل شخص.
2-
التمفصل
غياب التمفصل
- الأكل – الخوف – الفن- العنف - النوم
- الصراخ – البكاء – التوالد – الهروب -
3-لقد اعتمد ستراوس مفهومي القاعدة و ما هو عام للتميز بين الطبيعة و الثقافة، لأن مفهوم القاعدة يشير إلى مجموع القوانين أو المبادئ السياسية و الأخلاقية التي يشرعها الإنسان، و التي تختلف من مجتمع لآخر، و بذلك فهي تمثل ما هو ثقافي. أما مفهوم ما هو عام فإنه يشير إلى مجموع الخصائص الفطرية الطبيعية المشتركة بين جميع الناس. III - الإطار الحجاجي: اعتمد صاحب النص في توضيح أفكاره على أساليب حجاجية يمكن تقديمها كما يلي :
- أسلوب المثال : و يتجلى في : رفة العين – يد الفارس الممسكة بالعنان , موقف الأم تجاه طفلها، الانفعالات المعقدة لمشاهد عرض عسكري.
- أسلوب الحجة بالسلطة : و يتجلى في الاستشهاد بما قاله الفيلسوف الانجليزي جون لوك.
خلاصة عامة للمحور: يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمعيار التمييز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي. فكيف يمكن التمييز بينهما ؟ إن مفهوم الطبيعة يشير أساسا إلى هو غريزي و بيولوجي و مشترك بين الإنسان و الحيوان، في حين يدل مفهوم الثقافة على ما هو مكتسب من معارف و معتقدات و أنماط عيش مختلفة. غير أن السلوك الإنساني يتدخل فيه ما هو طبيعي و فطري مع ما هو ثقافي و مكتسب، و هو الأمر الذي يستلزم ضرورة وضع معيار للتمييز بينهما. و في هذا الإطار اقترح كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة و ما هو عام من أجل التميز بين ما هو طبيعي و ما هو ثقافي؛ هكذا فحضور القاعدة يجعلنا نكون أمام ماهو ثقافي، أما ما هو عام فيشير إلى الضروري و الكوني.
| |
|